وزعمت وسائل إعلام نظام أسد بأنه مشروع علمي ديني يهدف إلى تثقيف الجيل من فئة البالغين وتحصينه من الانحراف، حيث تضم الحوزة أقساماً عديدة منها قسم الدروس الحرة ومكتب لإدارة الحوزة العلمية وقسم للدراسة، بالإضافة لأكبر مكتبة موجودة في منطقة السيدة زينب.
تدريس المذهب الشيعي
بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، استغلت إيران ظروف الحرب لتبسط نفوذها وتحكم سيطرتها على نظام أسد، عبر إمداده مالياً وعسكرياً ولوجستياً، وارتفع عدد الحوزات ليبلغ 20 حوزة داخل الأراضي السورية، فضلاً عن عشرات الحسينيات حتى عام 2019.
وقام بعدها نظام أسد بالرد عبر فتح أبواب عديدة تتسلل من خلالها القوة الناعمة الإيرانية، وبحسب مرسوم صدر عن متزعم النظام عام 2014، ينص على تدريس المذهب الشيعي الاثني عشري في المدارس السورية إلى جانب السني
حيث افتتح أول مدرسة شيعية حكومية حملت اسم "الرسول الأعظم" في مدينة جبلة إضافة لافتتاح عشرات الثانويات في دمشق وأربعة مراكز ثقافية إيرانية في مدينة دير الزور بهدف الدخول إلى عمق المجتمع السوري عبر موارد متعددة منها التعليم.
تغيير طبيعة المنهاج
وبحسب "نور" التي تعمل مدرسة للتربية الإسلامية في إحدى مدارس دمشق فإن نظام أسد يعكف على إنشاء تغييرات في الهيكل التعليمي في عموم مدارس سوريا بهدف إدخال الأطفال في الصراعات السياسية والعقائدية، وتحويل حالة الصفوف المدرسية إلى ملتقى سياسي لغسل أدمغتهم وتلقينهم أفكاراً غريبة تتماشى مع سياسته وسياسة إيران التي تهدف لإنشاء جيل عقائدي.
وأشارت إلى أنه لا تخلو بعض الحصص الدرسية من تعليم الأطفال بعض مبادئ وطقوس المذهب الشيعي وبث أفكار ولاية الفقيه مستقطبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والسادسة عشر لزرع أفكار وأيديولوجيات تهدف لفرض هيمنتها عبر تنشئة جيل جديد يضمن تجذرها في المجتمع السوري.
تغيير عقيدة الأطفال
ولفتت المعلمة "نور" أن هناك جمعية كشافة الإمام المهدي التابعة لحكومة طهران، ومن أوجه نشاطها الشيعي ضمن مدارس أطفال دمشق إقامة منتديات ورحلات لتعليمهم عبر أنشطة غير اعتيادية تعزز أهمية الانتقام لمقتل الحسين وارتداء ملابس عسكرية وتحفيظهم شعارات تمجيد للحسين وفق ما قالت.
وفي حديثه "لأورينت نت" قال أحد المدرسين للتربية الإسلامية: إنه بالإضافة لجمعية الكشافة هناك مجمع الصراط الثقافي في منطقة السيدة زينب بدمشق، الذي يقوم على إعطاء دروس ودورات ومسرحيات تحاكي مقتل الحسين وأنشطة ثانوية تتمثل بزيارة المراقد الشيعية كالسيدة زينب بهدف تحويل عقيدة الأطفال بطريقة غير مباشرة في قسم التثقيف الديني.
وأكد أنهم استطاعوا استقطاب أعداد كبيرة من أطفال دمشق وجنوبها عبر المعاهد التي تقدم دروساً مجانية، فهم بالظاهر يقدمون قصص تقوية لبعض المواد الدراسية، لكنهم يحرصون على تمرير بعض الرسائل عبر الحصص المتعلقة بالعقيدة الشيعية، إضافة لإقامة مجالس عزاء في ذكرى وفاة فاطمة الزهراء عبر قسم الهيئات النسائية في المجمع.
غزو ثقافي
واستغلت إيران الظروف المادية الصعبة التي يعيشها الطلاب في سوريا، ما دفعها إلى افتتاح المدارس واستقطاب طلاب سوريين عن طريق تقديم الحوافز المادية بمبلغ قدره 20 دولاراً، متخذة من التعليم إحدى أدوات السيطرة وبسط النفوذ في المنطقة، مركزة على الفئة العمرية من الشباب لإعادة تشكيل المجتمع السوري.
وهذا بدوره يمثل استمراراً لسياسة البعث القائمة على ما يسمى إنشاء الجيل العقائدي وبث أفكار ولاية الفقيه، بعد أن أطلق نظام أسد يد الميليشيات الإيرانية التي تواصل عمليتها في تثبيت موطئ قدم لها عبر المجتمع السوري وتغيير هويته الثقافية، وبحسب دراسة أجراها مركز حرمون للدراسات فإن إيران خصصت مبلغ 16 مليار دولار، لنشر المذهب الشيعي عبر المدارس والثانويات في كل من سوريا والعراق.
المصدر : أورينت نت